تواصل شركة النصر للسيارات، التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، تنفيذ خطتها الطموحة لدخول عصر التصنيع الكهربائي، عبر تجهيز مصنع متخصص لإنتاج بطاريات الليثيوم أيون محليًا، بالتعاون مع شركاء أجانب، وفق ما كشفه مصدر مسؤول لـ”اليوم السابع”.
ويأتي المشروع في إطار توجه الدولة المصرية للتحول نحو الطاقة النظيفة، وتوطين الصناعات التكنولوجية الحديثة، تنفيذًا لأهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030، وتقليل الاعتماد على الواردات في قطاع النقل الذكي.
شراكات أجنبية ومكون محلي لتقليل التكلفة
وبحسب المصدر، فإن البطارية الواحدة تُتيح للسيارة الكهربائية قطع مسافة تصل إلى 400 كيلومتر بتكلفة نحو 80 جنيهًا فقط، ما يُمثل وفراً كبيراً مقارنة بتكلفة تشغيل السيارات التقليدية التي تعتمد على الوقود الأحفوري.
وتُشكّل بطارية الليثيوم بين 30% و40% من تكلفة السيارة الكهربائية، مما يجعل تصنيعها محليًا عنصرًا حاسمًا في خفض التكاليف وتعزيز التنافسية. وتُعد هذه الخطوة استراتيجية لتحفيز السوق المحلي وتحقيق قيمة مضافة للصناعة الوطنية.
وقد بدأت الشركة مفاوضات وشراكات مع عدد من الكيانات العالمية، أبرزها شركة “إلرينغ كلينغر” الألمانية، ذات الخبرة الرائدة في مجال أنظمة الطاقة النظيفة وتكنولوجيا البطاريات، لتقديم الدعم الفني والتقني في تأسيس المصنع.
مصر مركز إقليمي لصناعة البطاريات
يرى خبراء الصناعة أن تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية محليًا يُعد نقلة نوعية، ليس فقط على مستوى الاقتصاد، بل على صعيد الأمن الصناعي والتكنولوجي.
فمن خلال هذا المشروع، تقترب مصر خطوة جديدة من التحول إلى مركز إقليمي لصناعة السيارات الكهربائية ومكوناتها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وسيوفر المصنع الجديد مئات فرص العمل المتخصصة، إضافة إلى تحفيز البحث العلمي في مجالات الكيمياء التطبيقية والطاقة المتجددة، وفتح المجال أمام تطوير برامج تعليمية تقنية بالتعاون مع الجامعات والمعاهد المتخصصة.
مكاسب اقتصادية واستراتيجية متعددة
من المتوقع أن يسهم المصنع في:
-
خفض الواردات من البطاريات الجاهزة
-
توفير العملة الصعبة وتحسين الميزان التجاري
-
جذب استثمارات أجنبية مباشرة
-
فتح أسواق تصديرية بديلة، خاصة نحو أفريقيا وأوروبا
-
تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن وسائل النقل التقليدية
وفي ظل التوجه العالمي نحو تقليل الاعتماد على الصين كمصدر رئيسي لبطاريات الليثيوم، تبدو مصر في موقع متميز لاقتناص فرص استراتيجية في سلسلة التوريد العالمية.
خلفية تحليلية: تحوّل جذري في الصناعة المصرية
تأتي هذه الخطوة ضمن خطة الدولة لإعادة إحياء شركة النصر للسيارات، التي تأسست في خمسينيات القرن الماضي كرمز للنهضة الصناعية الوطنية.
وبعد سنوات من التوقف، بدأت الشركة العودة تدريجيًا عبر مشاريع متخصصة في النقل الكهربائي، أبرزها مشروع تجميع السيارة الكهربائية E70 بالتعاون مع الشريك الصيني “دونغ فينغ”.
ويمثل التوسع في صناعة البطاريات محليًا تطورًا طبيعيًا يرسخ الاستقلال الصناعي، ويضع مصر على خارطة صناعة وسائل النقل المستقبلية.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم عاجل على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية