ارتفعت أسعار النفط اليوم، الأربعاء 7 مايو 2025، متجاوزة أدنى مستوياتها في أربع سنوات، مدفوعة بالتفاؤل حول محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، وتراجع الإنتاج الأمريكي، ما عزز معنويات السوق، وفقًا لتقرير وكالة “رويترز”.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بنحو 81 سنتًا (1.3%) ليبلغ 62.96 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 93 سنتًا (1.57%) ليصل إلى 60.02 دولارًا للبرميل.
يأتي هذا الارتفاع بعد سلسلة من التراجعات الحادة التي شهدها السوق النفطي في الأسابيع الماضية، بفعل قرارات أوبك+ تسريع وتيرة الإنتاج، ما أثار مخاوف متزايدة من فائض المعروض في وقت يتراجع فيه الطلب العالمي نتيجة التوترات التجارية والركود الصناعي في بعض المناطق.
محادثات التجارة تدفع السوق نحو الانتعاش
قال محللون في بنك “ING” الهولندي إن أنباء بدء محادثات تجارية جديدة بين الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع كانت العامل المحوري وراء الارتفاع الأخير في الأسعار، مضيفين: “رغم أن هذه المحادثات قد تحسّن معنويات السوق، إلا أن التأثير الفعلي على الطلب لن يتحقق إلا بإحراز تقدم ملموس في خفض التعريفات الجمركية”.
وتُعد العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم مؤثرًا رئيسيًا على توقعات الطلب العالمي على الطاقة، حيث أدت التوترات المتكررة إلى تقويض ثقة المستثمرين وتباطؤ حركة التجارة.
شركات أمريكية تقلص أنشطة الحفر
في ظل الأسعار المنخفضة مؤخرًا، أعلنت عدة شركات طاقة أمريكية، من بينها “Diamondback Energy” و”كوتيرا”، عن خفض عدد منصات الحفر، وهو ما يعتبره الخبراء مؤشرًا على تراجع محتمل في الإنتاج الأمريكي خلال الأشهر المقبلة، ما قد يدعم الأسعار لاحقًا.
وأكد “دانييل هاينز”، كبير محللي السلع في بنك “ANZ” الأسترالي، أن “انخفاض أنشطة الحفر بسبب الأسعار الضعيفة يزيد من احتمالات انخفاض إنتاج النفط الأمريكي في المستقبل القريب”.
بيانات المخزونات وتعافي الطلب تدعمان السوق
أشارت بيانات غير رسمية صادرة عن معهد البترول الأمريكي إلى انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 4.5 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 2 مايو، ما يعزز الرؤية الإيجابية للسوق، مع ترقب المستثمرين صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة لاحقًا.
على صعيد الطلب، استمد السوق دعمًا إضافيًا من زيادة إنفاق المستهلكين في الصين خلال عطلة عيد العمال، إضافة إلى توقعات بنمو أرباح الشركات الأوروبية بنسبة 0.4% في الربع الأول من 2025، ما يشير إلى تحسّن نسبي في أداء الاقتصادات الكبرى.
تحديات قائمة رغم التحسن المؤقت
ورغم هذا التحسّن النسبي، يظل السوق النفطي عرضة للتقلبات في ظل استمرار الضبابية الجيوسياسية والتجارية، إضافة إلى التفاوت في سياسات الإنتاج بين الدول الكبرى.
ويرى محللون أن أي مكاسب مستقبلية تعتمد على توازن دقيق بين العرض والطلب، ومدى التقدم في معالجة الخلافات التجارية بين واشنطن وبكين.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم طاقة على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية