في إطار تنفيذ المحور الثاني من استراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، التي تستهدف تعظيم القيمة المضافة وزيادة إنتاج البتروكيماويات، يجري العمل حاليًا على مشروع ضخم هو “مجمع البحر المتوسط للبتروكيماويات” بمدينة العلمين الجديدة.
ويُعد هذا المشروع من بين الأكبر في المنطقة من حيث الإمكانات والاستثمارات، إذ تصل تكلفته إلى نحو 7 مليارات دولار.
ويأتي هذا المشروع في توقيت حرج عالميًا من حيث الحاجة إلى بدائل طاقة ومنتجات بتروكيماوية عالية الجودة، ما يجعل منه محورًا اقتصاديًا مهمًا، سواء لمصر أو للأسواق الإقليمية والدولية المستهدفة بالتصدير.
اتفاق ثلاثي بين مصر وإنجلترا والسعودية
تعاون دولي لضمان التمويل والتكنولوجيا
المشروع انطلق فعليًا بعد توقيع الاتفاق الإطاري في فبراير الماضي، خلال فعاليات “مؤتمر مصر الدولي للطاقة”، مع تحالف يضم شركة “شارد كابيتال” الإنجليزية ومجموعة القحطاني السعودية، في خطوة تعكس الثقة الدولية في البيئة الاستثمارية المصرية، خاصة في القطاعات الحيوية كثيفة العائد مثل البتروكيماويات.
وأبرز المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية المصري، خلال لقائه ممثلي الشركة الإنجليزية الأسبوع الماضي، أهمية المشروع في تحقيق أهداف الوزارة المتعلقة بتوسيع إنتاج الصناعات التحويلية وتعزيز القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.
رخصة تكنولوجيا متطورة من “هني ويل” العالمية
نقلة نوعية في البنية الفنية للمشروع
تناول الاجتماع أيضًا التعاون مع شركة “هني ويل” الأمريكية، وهي من الشركات العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا الصناعية، وذلك تمهيدًا لتوقيع اتفاق رسمي خلال مايو الجاري يمنح المشروع رخصة التكنولوجيا المعتمدة.
ويُتوقع أن تسهم هذه التقنية في رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق معايير استدامة وجودة عالمية.
هذا التعاون يؤكد حرص الحكومة المصرية على تبني أحدث النظم الفنية والتكنولوجية في مشروعاتها الكبرى، بما يضمن سرعة الإنجاز مع الالتزام بأعلى درجات الكفاءة التشغيلية والبيئية.
إجراءات تنفيذية متسارعة وفِرَق عمل متخصصة
خطة دقيقة لتسريع وتيرة التنفيذ
تم خلال اللقاء الوقوف على ما تم إنجازه من خطوات فنية وإجرائية في الفترة الماضية، مع الاتفاق على خارطة طريق واضحة لمراحل التنفيذ القادمة، عبر فرق عمل مشتركة بين الأطراف المعنية، تضمن تنفيذ المشروع وفقًا لأعلى المعايير الدولية.
ويأتي هذا الجهد في إطار اهتمام الدولة المصرية بزيادة مساهمة قطاع البترول والغاز والبتروكيماويات في الناتج المحلي الإجمالي، من خلال إنشاء مشروعات تصنيعية ضخمة تُعزز من الصادرات وتحد من الاعتماد على الاستيراد في هذا القطاع الحيوي.
العلمين تتحول إلى قطب صناعي جديد
الصحراء تتحول إلى مركز اقتصادي واعد
يُعد إنشاء مجمع البتروكيماويات جزءًا من تحول مدينة العلمين الجديدة إلى قطب صناعي واستثماري متكامل، وليس فقط وجهة عمرانية وسياحية.
فإلى جانب الجامعات الدولية ومراكز الأبحاث، باتت المدينة تضم مشروعات إنتاجية ضخمة، مثل هذا المجمع، الذي يعزز قدرة الدولة على جذب الاستثمارات الأجنبية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعات إستراتيجية.
هذا التوجه يعكس بوضوح سياسة الحكومة في تحقيق التنمية المكانية المتوازنة، وربط المدن الجديدة بالقطاعات الاقتصادية الحيوية، بما يعزز فرص العمل ويقلل من فجوة التنمية بين الدلتا والصعيد والمناطق الحدودية.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم استثمار على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية