في تصريحات أثارت الجدل على منصات التواصل، كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي الأمريكي لشركة “أوبن إيه آي” (OpenAI)، أن التفاعل المهذب مع روبوت المحادثة الشهير ChatGPT – باستخدام عبارات مثل “من فضلك” و”شكرًا” – يتسبب في خسائر تقدر بعشرات ملايين الدولارات سنويًا.
وجاء ذلك خلال رده على سؤال وجهه أحد المستخدمين عبر منصة “إكس” حول التكاليف الفعلية الناجمة عن هذه العبارات البسيطة، لتأتي الإجابة مباشرة وصادمة: “عشرات الملايين”.
الحديث المهذب ليس بلا ثمن
رغم أن الإجابة بدت للوهلة الأولى ساخرة أو مبالغًا فيها، فإن ألتمان أوضح أن هذا الرقم الكبير لا يمثل خسارة عبثية، بل استثمارًا في تحسين تجربة المستخدم، مؤكدًا أن التكلفة الفعلية ربما تكون أكبر مما صرّح به.
وأضاف أن الحديث المؤدب يؤدي إلى تمديد زمن التفاعل وعدد الكلمات المتبادلة، ما يستهلك طاقة أكبر في كل جلسة.
استنزاف كهربائي ضخم لتدريب الذكاء الاصطناعي
خلف هذا التصريح يكمن واقع تقني معقد: تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ليس بالمهمة السهلة، بل يتطلب استخدام كمّ هائل من البيانات وأجهزة معالجة عالية الأداء، مثل وحدات معالجة الرسوميات (GPU)، التي تستهلك طاقة كهربائية هائلة. وتشير تقارير تقنية إلى أن تدريب نموذج بحجم ChatGPT قد يتطلب مئات الميجاواط من الكهرباء، ما يرفع فاتورة الطاقة بشكل كبير.
أنظمة تبريد تستهلك طاقة مساوية للحوسبة
لا يقتصر استهلاك الطاقة على عمليات المعالجة، إذ تُستخدم أنظمة تبريد ضخمة للحفاظ على سلامة الأجهزة التي تولد حرارة عالية أثناء عمليات التدريب والمعالجة.
هذه الأنظمة تستهلك في بعض الأحيان طاقة تعادل تقريبًا ما تستهلكه وحدات الحوسبة نفسها، مما يجعل التكلفة الإجمالية أكبر بكثير مما قد يتخيله المستخدم العادي.
هل الحديث المهذب يحسّن الأداء فعلًا؟
في الوقت الذي يشير فيه سام ألتمان إلى التكلفة العالية للحديث المهذب، يرى بعض خبراء الذكاء الاصطناعي، وفق ما نشرته مجلة “فوربس”، أن استخدام لغة محترمة مع الأنظمة الذكية قد يؤدي إلى مخرجات أكثر دقة وتناسقًا، بسبب تأثر النموذج بالطريقة التي تُصاغ بها الأسئلة والأوامر.
كيف تطورت كلفة الذكاء الاصطناعي؟
منذ انطلاقة ChatGPT في نوفمبر 2022، اعتمدت “أوبن إيه آي” على استثمارات ضخمة في البنية التحتية والبيانات والمعالجات الفائقة لتطوير النموذج، بدعم من مايكروسوفت ومؤسسات أخرى.
لكن مع اتساع استخدام النموذج على مستوى عالمي، تضاعفت التحديات المالية، خاصة في ظل ازدياد التفاعلات اليومية التي يُنظر لها كمصدر استنزاف للطاقة.
دعوة لإعادة التفكير في سلوك المستخدمين
في ضوء هذه التصريحات، يطرح تساؤل مهم: هل سيكون على المستخدمين مستقبلاً تعديل سلوكهم اللغوي بهدف تقليل التكاليف؟ في الوقت الراهن، لا توجد سياسات تحظر استخدام اللغة المهذبة، لكن النقاش قد يدفع لتطوير حلول تقنية تقلّل استهلاك الطاقة دون المساس بجودة التفاعل أو لباقة المستخدمين.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم اتصالات على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية