وسط استمرار حالة التقلبات الجيوسياسية وتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي في بعض مناطق العالم، يظل سوق النفط أحد أكثر المؤشرات الاقتصادية حساسية لأي تحرك في الطلب أو الإنتاج.
وتعتمد الاقتصادات الكبرى، لا سيما في آسيا وأوروبا، على استهلاك الطاقة كمحرك أساسي للإنتاج الصناعي والنقل والخدمات.
وتُعد تقديرات منظمة أوابك مرجعًا مهمًا لصانعي القرار في أسواق النفط العالمية، حيث تستند إلى بيانات دقيقة من الدول الأعضاء والاقتصاديات الكبرى المستهلكة للوقود الأحفوري.
انخفاض الطلب في الربع الأول 2025
أظهر تقرير التطورات البترولية في الأسواق العالمية الصادر عن منظمة الدول العربية المصدرة للبترول “أوابك” خلال أبريل الجاري، تراجع الطلب العالمي على النفط خلال الربع الأول من عام 2025 ليصل إلى نحو 104.2 مليون برميل يوميًا. ويعكس هذا التراجع انخفاضًا بنحو 1.3% مقارنةً بمستويات الربع الرابع من عام 2024.
ووفقًا للتقرير، فقد انخفض الطلب داخل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بنسبة 2.8% ليبلغ نحو 44.9 مليون برميل يوميًا، في حين شهدت دول خارج المنظمة تراجعًا طفيفًا في الطلب بنسبة 0.1% ليسجل 59.3 مليون برميل يوميًا.
ارتفاع متوقع في الطلب العالمي خلال الربع الثاني
تتوقع “أوابك” أن يشهد الطلب العالمي على النفط انتعاشًا طفيفًا في الربع الثاني من عام 2025، ليصل إلى نحو 104.3 مليون برميل يوميًا، بزيادة تقدّر بـ100 ألف برميل يوميًا عن الربع السابق.
ويُتوقع أن يرتفع طلب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بواقع 550 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 45.5 مليون برميل يوميًا، مدفوعًا بزيادة النشاط الصناعي في الولايات المتحدة وأوروبا مع تحسّن المؤشرات الاقتصادية الموسمية.
في المقابل، تشير التوقعات إلى انخفاض طلب دول خارج المنظمة بواقع 470 ألف برميل يوميًا ليبلغ 58.8 مليون برميل يوميًا، وهو ما يُعزى إلى التباطؤ في أسواق بعض الدول الناشئة وانخفاض وتيرة الاستهلاك في بعض دول آسيا.
دلالات وتوقعات مستقبلية
تشير هذه الأرقام إلى حالة من الاستقرار النسبي في الطلب العالمي على النفط، وسط مؤشرات على تعافي محدود في الاقتصادات الغربية، مقابل تباطؤ في اقتصادات الأسواق الناشئة. وتعكس التحركات المتوقعة تفاعل الأسواق مع سياسات التحول نحو الطاقة النظيفة، مقابل الاعتماد المستمر على النفط كمصدر رئيسي للطاقة.
وتُعد هذه المؤشرات مهمة لتحركات منظمة أوبك+ في رسم سياسات الإنتاج، كما تلعب دورًا في التوازن بين العرض والطلب في الأسواق العالمية، خاصة في ظل سعي الدول المنتجة إلى الحفاظ على مستويات الأسعار ضمن نطاق مستقر.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم طاقة على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية