تزايدت التحذيرات الدولية من تنامي أزمة الديون في الدول منخفضة الدخل، حيث تؤثر الضغوط المالية المتصاعدة على قدرة تلك الدول في تمويل احتياجاتها الأساسية، خصوصاً في مجالات التكيف المناخي والتنمية المستدامة.
ويأتي هذا وسط إخفاق المجتمع الدولي في الإيفاء بتعهداته التمويلية المتعلقة بالمناخ، وفي ظل استمرار الاعتماد على أنظمة تمويل تقليدية باتت عاجزة عن مواكبة التحديات الراهنة، مما يضع مستقبل الاستقرار الاقتصادي العالمي على المحك.
محيي الدين يحذر: أكثر من 60% من الدول منخفضة الدخل مهددة
قال الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، إن أكثر من 60% من الدول ذات الدخل المنخفض تواجه ضغوطًا حادة تتعلق بالدين العام، ما يُضعف قدرتها على الاستثمار في مشروعات التكيف المناخي والتنمية البشرية.
جاء ذلك خلال كلمته في جلسة رفيعة المستوى نظمتها مؤسسة المناخ الأوروبية، ومجموعة العشرين، ولجنة إصلاح مؤسسات بريتون وودز، على هامش اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
تمويل المناخ في مأزق.. والمانحون لا يلتزمون
انتقد محيي الدين تقاعس المجتمع الدولي عن الإيفاء بالتمويل المناخي، مشيراً إلى أن 7 دول فقط من أصل 23 دولة مانحة، أوفت بالتزاماتها ضمن تعهد الـ100 مليار دولار سنوياً، الذي تم الاتفاق عليه لدعم الدول النامية في جهودها لمواجهة التغير المناخي.
واعتبر هذا الإخفاق أحد أبرز المعوقات أمام تحقيق أهداف المناخ العالمية، مشددًا على أهمية التمويل الإبداعي كبديل مستدام.
دعوة لإصلاح المؤسسات المالية وتحفيز القطاع الخاص
أكد محيي الدين على ضرورة إعادة هيكلة المؤسسات المالية الدولية لتكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات المناخية والمالية المتزايدة.
كما شدد على أهمية تحفيز القطاع الخاص للمساهمة في تمويل مشروعات المناخ، من خلال آليات خفض المخاطر والضمانات، التي يمكن أن تشجع المستثمرين على دخول هذا المجال الحيوي.
مبادلات الديون من أجل المناخ.. أداة ناجحة
استعرض محيي الدين نماذج دولية ناجحة في مبادلات الديون لأجل المناخ، من بينها دول مثل بيليز، بربادوس، الإكوادور، والغابون، والتي اعتمدت على آليات جديدة لتخفيف أعباء ديونها مقابل الاستثمار في مشروعات بيئية ومناخية، ما يُعد نموذجًا يمكن للدول الأخرى الاقتداء به.
رئاسة جنوب إفريقيا لمجموعة العشرين.. فرصة للمناخ
أعرب الدكتور محمود محيي الدين عن أمله في أن تُشكّل رئاسة جنوب إفريقيا لمجموعة العشرين خلال عام 2025 نقطة انطلاق جديدة لإعادة تشكيل الأجندة المناخية العالمية، على نحو يراعي مصالح الدول النامية ويُحقق التوازن بين أهداف المناخ ومتطلبات التنمية والعدالة الاقتصادية.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم أهم الأخبار على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية