علقت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، على مسألة الرسوم الجمركية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة أوائل شهر أبريل الجاري، مشيرةً إلى أن الاقتصادات المتقدمة الأصغر حجمًا من الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بجانب معظم الأسواق الناشئة تعتمد بشكل كبير على التجارة لتحقيق نموها، وبالتالي فهي أكثر عرضة للمخاطر الاقتصادية المختلفة، بما في ذلك تشديد الأوضاع المالية.
انهيار تدفقات المساعدات للدول منخفضة الدخل
أضافت في تصريحات صحفية اليوم، أن الدول منخفضة الدخل تواجه تحديًا أيضًا يتمثل في انهيار تدفقات المساعدات مع تحول الدول المانحة إلى التعامل مع شواغلها المحلية.
وبحسب جورجيفا، على الرغم من انخفاض نسبة واردات الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ناتجها المحلي الإجمالي، إلا أنها هي أكبر ثلاث دول مستوردة في العالم، كما أن قراراتها تؤثر على باقي دول العالم.
تقلب الأسواق المالية
وأكدت أن حالة عدم اليقين التي تسببت فيها تداعيات توترات التجارة، وفرض التعريفات الجمركية تعد مكلفة للبدان، لاسيما عند اتخاذ قراراتها الاقتصادية المختلفة، فضلًا عن صعوبة تخطيط سياساتها، وعدم معرفة القرار الواجب اتخاذه، ما يؤدي بالنهاية إلى تأجيل قرارات وخطط الاستثمار؛ وتقلب الأسواق المالية؛ وازدياد إجراءات الادخار الاحترازي.
وأشارت إلى أن تعقيد سلاسل التوريد الحديثة، والاعتماد على الكثير من المدخلات المستوردة في مجموعة واسعة من المنتجات المحلية، يعني أنه من الممكن أن تتأثر تكلفة سلعة واحدة بالرسوم الجمركية في عشرات الدول.
ضررًا مباشرًا بمعدلات النمو الاقتصادي
قالت مديرة صندوق النقد الدولي إن الحواجز التجارية المتزايدة التي تفرضها البلدان تُلحق ضررًا مباشرًا بمعدلات نموها الاقتصادي، لاسيما أن الرسوم الجمركية، شأنها شأن جميع الضرائب، ترفع حجم الإيرادات لكنها تخفض وتيرة النشاط الاقتصادي.
ودللت جورجيفا على ذلك بأنه وفقًا لعدد من التجارب الدولية السابقة، لا يدفع تداعيات معدلات الرسوم الجمركية المرتفعة الشركاء التجاريون وحدهم، بل المستوردون أيضًا من خلال انخفاض حجم أرباحهم، وكذلك المستهلكون عبر ارتفاع أسعار المنتجات التي تستورد بالكامل أو يدخل في إنتاجها مواد مستوردة.
تآكل الإنتاجية على المدى الطويل
أكدت أن اتجاه الحمائية الذي تفرضه البلدان لحماية الصناعات المحلية يؤدي لتآكل الإنتاجية على المدى الطويل، وخاصًة في الاقتصادات الصغيرة، لاسيما أن حماية الصناعات من المنافسة تُقلل حوافز تخصيص الموارد بكفاءة، كما تتآكل بسببها مكاسب الإنتاجية، والقدرة التنافسية من التجارة.
فضلاً عن ذلك، تتزايد مطالبات مشروعات ريادة الأعمال للدول بالإعفاءات والحماية والحصول على الدعم الحكومي.
لكنها ترى إذا كانت الأسواق المحلية كبيرة، وحجم المنافسة متزايد، فإنه يُمكن التخفيف من الآثار السلبية للتعريفات على الاقتصادات.
آثار إيجابية
كشفت جورجيفا عن وجود آثار إيجابية لفرض الرسوم الجمركية تتمثل في تحفيز الشركات الأجنبية العاملة بالأسواق على ضخ استثمارات داخلية كبيرة، مما يجلب أنشطة ووظائف جديدة، إلا أنها ترى أن تحقيق هذا الأمر قد يستغرق وقتًا.
وشبهت مديرة صندوق النقد التجارة بالماء؛ فعندما تضع الدول عوائق جمركية وغير جمركية، يتحول مسارها؛ فقد تشهد بعض القطاعات الاقتصادية بالبلدان مزيدًا من الواردات الرخيصة، مقابل نقصًا في الواردات بقطاعات أخرى، وفي النهاية تستمر التجارة، ولكن الاضطرابات والتوترات تُكلفها الكثير من الأموال.
إطلاق توقعات وآفاق الاقتصاد العالمي الأسبوع المقبل
أعلنت أن التوقعات الجديدة للصندوق ضمن تقرير آفاق الاقتصاد العالمي ستطلق خلال الأسبوع المقبل، ومن المقرر أن تتناول هذه المسألة، كما ستكشف عن زيادات في توقعات التضخم لبعض الدول.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مطلع شهر أبريل الجاري فرض رسوم جمركية بنسبة 10 % على جميع بلدان العالم، مع فرض معدلات أعلى على من وصفهم بأسوأ المخالفين، غير أنه أوقفها بصورة مؤقته- في وقت لاحق ولمدة 90 يوماً على عشرات الدول، فيما رفعها على الصين إلى 125%.
فيما ردّت الصين على هذا الإجراء برفع نسبة الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية من 84% إلى 125%، وبدأت التطبيق اعتبارًا من يوم السبت الماضي 12 أبريل الجاري.
وفيما يبدو أنه تراجعًا، أعلن البيت الأبيض في وقت لاحق، عدم شمول قرار التعريفات الجمركية هواتف آيفون وأجهزة الحاسوب.
وعيّنت الصين خلال الأسبوع الجاري، مُفاوضًا تجاريًا لإجراء محادثات حل حرب الرسوم الجمركية المُتصاعدة بين البلدين، وذلك بعد تقدمها بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية، مُعربةً عن قلقها البالغ إزاء الرسوم الجمركية الأمريكية، واتهامها لواشنطن بانتهاك قواعد المنظمة.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم استثمار على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية