في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين موسكو وواشنطن، وتفاقم العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي، تشهد الاستثمارات الروسية في أدوات الدين الأمريكية انخفاضًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة.
ويعكس هذا الاتجاه رغبة موسكو في تقليل اعتمادها على الأصول المالية الأمريكية، كجزء من استراتيجية أوسع لإعادة هيكلة احتياطاتها الأجنبية نحو عملات وأسواق أكثر تنوعًا وأقل خضوعًا للضغوط الغربية.
تراجع جديد في محفظة روسيا من السندات الأمريكية
أظهرت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية الصادرة عن شهر فبراير 2025، أن قيمة السندات الأمريكية التي تحتفظ بها روسيا تراجعت إلى 36 مليون دولار فقط، مقارنة بـ 38 مليون دولار في يناير من نفس العام.
وتتوزع هذه الاستثمارات على 30 مليون دولار في السندات طويلة الأجل، و6 ملايين دولار في أدوات الدين قصيرة الأجل.
ويؤكد هذا التراجع استمرار الانسحاب الروسي التدريجي من أدوات الدين الأمريكية، الذي تسارع منذ العام 2018 حين بدأت روسيا بيع سنداتها الأمريكية بكثافة، ردًا على العقوبات الغربية، وسعيًا منها لتقوية موقفها المالي والسيادي.
مقارنة مع كبار المستثمرين في سندات الخزانة الأمريكية
رغم انخفاض الحيازة الروسية، تستمر الدول الكبرى في تعزيز استثماراتها في أدوات الدين الأمريكية، وعلى رأسها اليابان التي حافظت على موقعها كأكبر حائز أجنبي، حيث ارتفعت استثماراتها من 1.079 تريليون دولار في يناير إلى 1.126 تريليون دولار في فبراير 2025.
أما الصين، فجاءت في المركز الثاني بارتفاع ملحوظ، حيث بلغت قيمة حيازاتها 784.3 مليار دولار في فبراير، مقارنة بـ 760.8 مليار دولار في يناير. وتليها بريطانيا في المرتبة الثالثة، بارتفاع من 740.2 مليار دولار إلى 750.3 مليار دولار في نفس الفترة.
أبعاد استراتيجية روسية في إدارة الاحتياطيات
يأتي الانخفاض الروسي في إطار استراتيجية تهدف إلى تقليل التعرض للنظام المالي الأمريكي، والتحول إلى أصول بديلة مثل الذهب واليوان الصيني.
ويعكس هذا التحول توجّهًا أوسع في السياسة الاقتصادية الروسية لتعزيز “الاستقلال المالي” وتخفيف التأثير الغربي على اقتصادها، خاصة في ظل استمرار العقوبات المفروضة منذ ضم شبه جزيرة القرم في 2014، وتزايدها بشكل أكبر بعد الأزمة الأوكرانية في 2022.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم استثمار على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية