في خضم التوترات التجارية التي تشهدها الساحة الدولية، سلط مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) الضوء مجددًا على التداعيات السلبية لسياسات الحمائية الاقتصادية التي تبنتها الإدارة الأمريكية.
التقرير الأممي الجديد جاء في توقيت يشهد فيه النظام التجاري العالمي اضطرابات متزايدة، خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب ، بفرض تعريفات جمركية مشددة على عدد من الشركاء التجاريين، ضمن استراتيجية أعلن أنها تهدف إلى تقليص العجز التجاري للولايات المتحدة.
قد يهمك ايضا
ورغم مغادرة ترامب للسلطة، إلا أن تأثير هذه السياسات لا يزال يفرض ظلاله على بنية التجارة الدولية، إذ تسعى إدارة بايدن إلى مراجعة بعضها دون إلغائها بالكامل، ما يزيد من القلق لدى الدول النامية التي لا تزال تتحمل عبء تلك الإجراءات.
تقرير أممي: إجراءات ترامب تهدد الاقتصادات الهشة
في تقرير بعنوان “تصاعد التعريفات الجمركية: أثرها على الاقتصادات الصغيرة والضعيفة”، طالبت “الأونكتاد” الولايات المتحدة بإعفاء الدول النامية، لا سيما تلك التي تعاني من اقتصادات ضعيفة وصغيرة الحجم، من الرسوم الجمركية المفروضة مؤخرًا. وحذرت الوكالة من أن هذه الإجراءات التجارية قد تُحدث أضرارًا بالغة بتلك الدول دون أن تحقق أهدافًا جوهرية للاقتصاد الأمريكي.
وأوضح التقرير أن السياسات الجمركية المتبادلة لم تسهم فعليًا في خفض العجز التجاري الأمريكي بصورة كبيرة، ولم تؤدِ كذلك إلى زيادة ملموسة في الإيرادات الحكومية، بل كانت نتائجها أكثر حدة على الاقتصادات النامية.
قواعد التجارة العالمية تحت التهديد
وأكدت “الأونكتاد” أن النظام التجاري العالمي، القائم على قواعد متعددة الأطراف، ساهم لعقود في خفض الرسوم الجمركية وتحفيز حركة التجارة بين الدول، حيث يتم حاليًا تداول نحو ثلثي التجارة العالمية دون فرض تعريفات.
غير أن موجة الحمائية التجارية التي صعدت مؤخرًا بفعل قرارات من اقتصادات كبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، باتت تهدد استقرار هذا النظام وتفاقم الأزمات في البلدان الأضعف اقتصاديًا.
أكثر الدول تضررًا من الإجراءات الأمريكية
أشارت “الأونكتاد” إلى أن بعض الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، والذين تعرضوا لتلك التعريفات، من بينهم 11 دولة تُصنّف ضمن قائمة “أقل البلدان نموًا”، لا يسهمون فعليًا في العجز التجاري الأمريكي.
ومع ذلك، تم فرض رسوم عليهم بشكل متساوٍ مع دول ذات قدرات تصديرية ضخمة، وهو ما يمثل خللًا في منطق العدالة التجارية العالمية.
دعوة لمراجعة السياسات
وفي ختام تقريرها، دعت وكالة الأونكتاد الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في سياساتها الجمركية، مع التركيز على الأثر التنموي العالمي، وليس فقط المردود المحلي.
وأوصت الوكالة الأممية بضرورة مراعاة الظروف الاقتصادية الخاصة للدول النامية، تجنبًا لتدهور أوضاعها المالية، خصوصًا في ظل ما تعانيه من ديون مرتفعة وضعف في مصادر النقد الأجنبي.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم عاجل على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية
