جددت المكسيك مطالبها للولايات المتحدة بضرورة الحفاظ على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، محذرة من التداعيات الاقتصادية المحتملة إذا مضت واشنطن في فرض رسوم جمركية جديدة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المكسيكي خوان رامون دي لا فوينتي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، حيث أكد الأول أهمية الاتفاقية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين المكسيك والولايات المتحدة وكندا.
اتفاقية نافتا ومراجعتها المخطط لها
تمثل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، التي تم استبدالها لاحقًا باتفاقية كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA)، حجر الأساس للعلاقات التجارية بين الدول الثلاث. وعلى الرغم من دخولها حيز التنفيذ رسميًا عام 2020، فقد كان مقررًا مراجعتها عام 2026، وهو ما أثار مخاوف داخل المكسيك من أن تؤدي سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فرض تغييرات غير محسوبة قد تؤثر على اقتصاد البلاد.
تهديد الرسوم الجمركية وتصعيد التوتر
تأتي هذه التحركات المكسيكية في وقت يخطط فيه ترامب للإعلان عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية على الواردات، والتي قد تكون بنودها “متبادلة”، أي أن الولايات المتحدة ستفرض ضرائب على السلع المستوردة وفقًا للضرائب المفروضة على المنتجات الأمريكية في الدول الأخرى.
وشدد ترامب خلال تصريحات من البيت الأبيض على أن هذه الإجراءات تهدف إلى “إعادة إحياء الصناعة الأمريكية”، بينما تحبس المكسيك وكندا أنفاسهما انتظارًا للتفاصيل الرسمية.
انعكاسات القرار على الاقتصاد المكسيكي
من شأن فرض رسوم جديدة أن يؤثر سلبًا على العديد من القطاعات الاقتصادية في المكسيك، خاصةً تلك التي تعتمد على التصدير إلى الولايات المتحدة.
وتعد صناعة السيارات، الزراعة، والمنسوجات من بين أكثر القطاعات التي قد تتضرر من أي تصعيد تجاري، مما قد يؤدي إلى تباطؤ في معدلات النمو الاقتصادي المكسيكي وتزايد التوترات الدبلوماسية بين البلدين.
جهود مشتركة لمكافحة الهجرة غير الشرعية
ناقش الطرفان خلال الاتصال الهاتفي قضية الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر عبر الحدود، حيث أكد روبيو أهمية تكثيف الجهود لمواجهة الإتجار غير المشروع بالأسلحة بين الولايات المتحدة والمكسيك.
كما أشاد بالتعاون بين البلدين في خفض تدفقات المهاجرين غير النظاميين.
ومن المنتظر أن تشهد المكسيك زيارة رسمية مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي، لمواصلة المشاورات حول هذه الملفات الحساسة.
الخلفية: العلاقات التجارية بين المكسيك وأمريكا
تعد المكسيك ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 780 مليار دولار عام 2023. وتشكل الصادرات المكسيكية، التي تشمل السيارات، الإلكترونيات، والمنتجات الزراعية، نسبة كبيرة من واردات الولايات المتحدة.
لذا فإن أي تغيير في بنود اتفاقية CUSMA قد يترتب عليه خسائر اقتصادية ضخمة للجانبين، مما يفسر الضغوط المكسيكية للحفاظ على استقرار العلاقات التجارية.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم عاجل على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية