لأول مرة ومنذ مايقرب من 4 سنوات أصدر البنك الفيدرالي الأميركي قرار منذ دقائق يخفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس إلى نطاق يتراوح بين 4.75%-5%، في أول خفض منذ مارس 2020.. نقلاً عن “الشرق” لاجتماع الفيدرالي وقرار الفائدة وانعكاسه على البنوك المركزية .
خفضت لجنة السوق المفتوحة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة عند نطاق يتراوح بين 4.75% و5%، بعد أن شهدت سلسلة اجتماعاته السابقة تثبيت المعدلات عند أعلى مستوياتها في 23 عامًا.
وقالت اللجنة في بيان أن المؤشرات الحديثة تشير إلى أن النشاط الاقتصادي واصل نموه بوتيرة قوية، فيما تباطأ نمو الوظائف وارتفع معدل البطالة، لكنه لا يزال منخفضًا. كما حقق التضخم مزيدًا من التقدم نحو هدف اللجنة البالغ 2%، لكنه لا يزال مرتفعًا إلى حد ما.
وأكدت اللجنة أنها إلى تحقيق أقصى قدر من العمالة والتضخم عند مستوى 2% على المدى الطويل، مضيفة أنها أصبح لديها ثقة أكبر في أن التضخم يتجه بشكل مستدام نحو 2%.
وذكرت أن المخاطر التي تواجه تحقيق أهدافها المتعلقة بالعمالة والتضخم تعتبر متوازنة تقريبًا. وتظل آفاق الاقتصاد غير مؤكدة، وتنتبه اللجنة للمخاطر التي تهدد تحقيق مهامها المزدوجة من الجانبين.
وأشار البيان إلى أنه في ضوء التقدم المحرز في التضخم وتوازن المخاطر، قررت اللجنة خفض النطاق المستهدف لسعر الفائدة الفيدرالي بمقدار نصف نقطة مئوية إلى 4.75% إلى 5%. وفيما يتعلق بالنظر في تعديلات إضافية للنطاق المستهدف لسعر الفائدة الفيدرالي، ستقوم اللجنة بتقييم البيانات الواردة بعناية، والتطور المستقبلي، وتوازن المخاطر.
وأكدت اللجنة أنها ستواصل تقليص حيازاتها من سندات الخزانة والديون الحكومية وسندات الرهن العقاري الحكومية. كما تلتزم اللجنة بقوة بدعم أقصى قدر من العمالة وإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2%.
في تقييم الموقف المناسب للسياسة النقدية، ستواصل اللجنة مراقبة الآثار المترتبة على المعلومات الواردة بالنسبة للآفاق الاقتصادية. وستكون اللجنة مستعدة لتعديل موقف السياسة النقدية حسب الاقتضاء إذا ظهرت مخاطر يمكن أن تعيق تحقيق أهداف اللجنة. وستأخذ تقييمات اللجنة في الاعتبار مجموعة واسعة من المعلومات، بما في ذلك القراءات المتعلقة بأوضاع سوق العمل، وضغوط التضخم وتوقعاته، والتطورات المالية والدولية.
قرار اليوم هو الخفض الأول لأسعار الفائدة الأمريكية منذ 2020، والذي جاء وسط انقسام غير مسبوق – لم تشهده الأسواق منذ الأزمة المالية العالمية- في توقعات نتائج الاجتماع.
اعتبرت الأسواق قرار خفض الفائدة محسوماً من السوق لكن بيوت الخبرة كانت منقسمة حول مقدار خفض الفائدة بين 25 و50 نقطة أساس.
بدأ المركزي الأمريكي سلسلة التشديد في مارس الماضي، حيث رفع الفائدة في مارس إلى 0.25%: 0.50%. فيما قام البنك بالتثبيت الأول في يونيو 2023 5%: 5.25%، ليعود في يوليو بزيادة جديدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.25%: 5.50%، ثم إلى تثبيت للفائدة في سبتمبر 2023 عند 5.25%: 5.50%.
وتمسك الفيدرالي بسياسته بالتثبيت في يناير بأول اجتماع في 2024، وصولًا إلى شهر يوليو، والذي قرر خلاله مواصلة الإبقاء على الفائدة دون تغيير.