فى يومها العالمي.. قصة دخول القهوة إلى مصر

تحتفل بعض دول العالم، فى مثل هذا اليوم 1 أكتوبر باليوم العالمى للقهوة، بعدما وافقت عليه المنظمة الدولية للقهوة، وتم إطلاقه فى ميلان لأول مرة، وقد استغل هذا اليوم أيضًا للتشجيع على التجارة العادلة للقهوة وزيادة الوعى حول مشاكل مزارعى البن.

البن اليمني

كانت اليمن هي أول الدول التي زرعت حبوب القهوة، وصدّرتها إلى مختلف أنحاء العالم.

وظهرت القهوة بمصر في القرن السادس عشر ميلادي، حين لاحظ طلبة الأزهر المصريون أن زملائهم المغتربين من اليمن يتناولون مشروبا في أثناء الليل للمذاكرة، وبدأوا في تذوقها واعتمدوا عليها في المذاكرة، عوناً لهم على السهر، وبدأ الأمر ينتشر في مصر شيئا فشيئا حتى وصلت إلى البيوت والمقاهي. وكانت القهوة تدخل مصر من بلاد اليمن عن طريق البحر إلى السويس ثم إلى القاهرة.

وانقسم المجتمع المصري حولها حينذاك بين مؤيد ومعارض، ولم يتقبلها إلا بعد جدال عنيف بين العلماء.

وفقاً لمجلة التحرير عام 1953، فقد شنّ أحد فقهاء المذهب الشافعي حملة عنيفة ضدها، بعد أن طرح عليه أحد السائلين سؤالاً بشأن جواز شربها.

وفي أوائل القرن الثامن عشر، أفتى الشيخ علي أحمد السنباطي بتحريم شرب القهوة باعتبارها مادة مُسكرة ومُخدرة للعقل، مما أثار جدلاً كبيراً وردود أفعال عنيفة بين المؤيدين والمعارضين للفتوى، وقام رئيس الشرطة بمداهمة مستهلكي القهوة وحبس بعضهم، كما هاجم الأهالي بعض المقاهي وحطموها واعتدوا على روادها، وأغلقوا أماكن تقديمها وكسروا أوانيها، ومنعوا استعمالها أو الجهر بشربها.

القهوة العربية

ثم حاول تجار البن ومنتجي القهوة، إثناء الشيخ السنباطي عن فتواه، بينما استمر مؤيدوه في إيذاء كل من يشربها، حتى قُتل أحد تجار البن على أيديهم. ليهرب بعد ذلك الشيخ السنباطي إلى أحد المساجد مع مؤيديه، ويقوم تجار البن بمحاصرتهم في المسجد، واعتصموا، وشربوا القهوة دون سكر على روح القتيل، نكاية في الشيخ علي أحمد السنباطي وفتواه، ومن هنا جاءت عادة تقديم القهوة السادة في العزاء.

واستمر اضطراب الوضع في مصر، حتى أفتى القاضي الحنفي محيي الدين بن إلياس فتوى بجواز شرب القهوة. وبذلك أصبح هناك فتوتان متناقضان، واحدة بتحريم شرب القهوة والأخرى بجواز شربها.

وظل الوضع على ماه عليه، حتى فرضت القهوة نفسها كمشروب يساعد على النشاط والسهر، بعد أن تشكلت لجنة من المتخصصين لبيان فوائدها، وأصبح البن يأتي علانية من اليمن إلى مصر، وأطلقوا على محلات بيعها “خان البن”.

وانتشرت الأماكن التي تقدمها فى أنحاء القاهرة، وأطلق عليها اسم المقاهى، والتي كانت حينذاك، تقدم المشروبات الأخرى مثل الحلبة والكركديه والقرفة والزنجبيل.

وفى بداية القرن التاسع عشر كانت القهوة تقدم فى “بكرج” موضوع على جمر فى وعاء من الفضة أو النحاس يسمى “عازقى” ويعلق هذا الوعاء فى ثلاثة سلاسل ويقدم الخادم القهوة ممسكًا أسفل الطرف بين الإبهام والسبابة، وعندما يتناول الفنجان والطرف يستعمل كلتا يديه واضعًا شمالة تحت يمينه، وتستعمل مجمرة تسمى “منقدًا” من النحاس المبيض بالقصدير وكانت القهوة يضاف إليها أحيانًا الحبهان.

أما الأغنياء فكانوا يضيفون إليها العنبر، والآن أصبحت القهوة تقدم فى كنكة من نحاس ثم تصب فى فناجين خزفية صغيرة.

انت تقرأ هذا الموضوع في قسم أخبار مصر على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.

كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:

تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية