هل ذوبان الجليد حقيقة أم خدعة؟صور الأقمار الصناعية وقياسات الجاذبية تُظهر أن غطاءَي الجليد في جرينلاند والقطب الجنوبي يفقدان مئات المليارات من الأطنان من الجليد سنويًا، أي أن كتلتهما تتناقص بشكل واضح مع الزمن.
دراسات حديثة حللت تقريبًا كل أنهار الجليد في العالم (نحو 200 ألف نهر جليدي) أثبتت أن معدل ترقق الجليد تضاعف تقريبًا بين عامي 2000 و2019، وهو ما يعني تسارعًا حقيقيًا في الذوبان لا يمكن اعتباره خدعة إعلامية أو مجرد تذبذب طبيعي قصير المدى.
لماذا يذوب الجليد بهذه السرعة؟ارتفاع حرارة الغلاف الجوي بسبب زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة يجعل فصول الصيف في جرينلاند ومعظم المناطق الجليدية فوق درجة التجمد لفترات أطول، فيتحول جزء كبير من الثلوج إلى أمطار تُسرِّع الذوبان أكثر. البحار الأكثر دفئًا تتسلل تحت الأرفف الجليدية العائمة في القطب الجنوبي فتُذيبها من الأسفل، ما يسهّل انزلاق الجليد البري إلى المحيط وبالتالي خسارة دائمة في مخزون الجليد على اليابسة.
تأثير ذوبان الجليد على مستوى سطح البحر عندما يذوب الجليد الموجود على اليابسة – مثل أنهار الجليد والغطاء الجليدي لجرينلاند والقطب الجنوبي – يضيف ماءً جديدًا للمحيطات، وهو ما يُعَد المحرك الرئيس لارتفاع مستوى سطح البحر عالميًا. تشير الدراسات إلى أن ذوبان الأنهار الجليدية وحده مسؤول عن نحو خمس الارتفاع المرصود في مستوى سطح البحر خلال العقود الأخيرة، إلى جانب مساهمة كبيرة من فقدان الجليد في جرينلاند والقطب الجنوبي، ما يهدد المدن الساحلية والدلتاوات المنخفضة ومناطق السياحة الساحلية في كل القارات.
كيف يغيّر ذوبان الجليد مناخ الكوكب؟
الجليد يعمل كمرآة طبيعية تعكس قدرًا كبيرًا من أشعة الشمس إلى الفضاء، ومع ذوبانه تنكشف أسطح أغمق مثل المحيطات والصخور تمتص مزيدًا من الحرارة، فتتسارع دائرة الاحترار في ما يُعرف بتأثير “التغذية الراجعة الإيجابية”. فقدان الجليد في القطب الشمالي والقطب الجنوبي يؤثر في تيارات المحيطات والرياح، ما يساهم في تغير أنماط الأمطار، وزيادة الظواهر المتطرفة مثل موجات الحر والفيضانات والجفاف، ويؤثر في الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي عالميًا.
نرجو من سيادتكم توجيه رسالة للقارئ؟
التشكيك في ذوبان الجليد باعتباره خدعة يُشبِه إنكار ارتفاع منسوب الماء في منزل يهدده الفيضان؛ فالأرقام والقياسات الميدانية توضح حجم الخطر، بينما الجدل يدور فقط حول سرعة وصوله إلينا. حماية جليد الأرض تبدأ من خفض الانبعاثات الكربونية، والتوسع في الطاقة المتجددة، وتبني سياسات بيئية جادة، إلى جانب تعزيز وعي المجتمعات بأن الدفاع عن الجليد في القطبين هو دفاع عن السواحل والمدن والزراعة والحياة في كل الدول، بما فيها دولنا العربية المطلة على البحار والمحيطات. وربنا يحمي مصر.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم منوعات على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية















