مع انطلاق النسخة الرابعة عشرة من معرض سيتي سكيب مصر 2025 في الفترة من 24 إلى 27 سبتمبر، برعاية ودعم مؤسسي، وبمشاركة واسعة من عدد من المطورين العقاريين المحليين والدوليين رغم غياب الأسماء الكبيرة عن الحدث، ارتفعت التوقعات بأن يشكّل المعرض منصة فاصلة في صياغة خارطة السوق العقاري خلال الشهور القادمة.
لكن السؤال المحوري: هل يستطيع المعرض أن يحقق هذه التوقعات؟ لنحلل ذلك عبر ثلاثة محاور رئيسية:
1. العروض أمام صناع القرار: هل كانت مناسبة قبل اجتماع مجلس الوزراء؟
من أبرز الأهداف المفترضة لمعرض سيتي سكيب هو تقديم عروض قوية للمستثمرين والعملاء وبثها أيضاً أمام صناع القرار، خصوصًا قبيل اجتماع وزاري مرتقب يضم كبار المطورين لمناقشة آليات التسعير الجديدة في ظل انخفاض الدولار أمام الجنيه.
ما رصدناه من المعرض
افتتح وزير الإسكان فعاليات المعرض ورافقة جولات تفقدية في أجنحة الشركات، حيث استمع إلى عروض المشروعات المطروحة عن قرب.
كما حرص المعرض على استقطاب المطورين لجلسات حوارية مع الجهات التنفيذية، لتعزيز التفاهم حول سياسات القطاع وآليات ضبط التسعير.
المعرض ضم منصة دولية، مما أضاف بعدًا تنافسيا للعروض، وهو أمر قد يلفت انتباه صناع القرار ويثري النقاش الحكومي.
التقييم
العروض أمام صناع القرار كانت مناسبة من الناحية الشكلية الحكومة حضرت، والشركات شاركت. لكن ما زال التحدي في أن تتحول هذه العروض إلى قرارات تنفيذية ملموسة بعد المعرض، وليس أن تظل مجرد عرض تسويقي يختفي بعد ختام الفعالية.
إذا عقد مجلس الوزراء اجتماعًا بعد السيتي سكيب وخرج برؤى واضحة لتسعير الشقق وبين آليات تدخل، فسنستطيع القول إن المعرض أدى دوره الفعلي. لكن إذا ظل النقاش نظريًا فقط، فستُعدّ المنصة مجرد حشد لفرص تسويقية أكثر من كونها منصة صياغة سياسات.
2. مردود الشركات العقارية: هل ستحقق الشركات المشاركة ما توقعته أو خططت لة من أجل المشاركة؟
لكل شركة مشاركة هدفها الخاص من المعرض: جذب عملاء جدد، بيع وحدات، إطلاق مشروعات ضخمة، توسيع الوعي بالعلامة التجارية، أو إجراء شراكات استثمارية. فهل ستنجح هذه الأهداف؟
عدد المطورين المشاركين تجاوز 80 مطورًا، وعدد المشاريع المعروضة تجاوز 1,000 مشروع.
المعرض يتوقع أن يستقطب نحو 40,000 زائر، وهي قاعدة كبيرة قد تترجم إلى مبيعات فعلية أو على الأقل استدامة اهتمام العملاء.
تقييم المردود
من الصعب في وقت مبكر أن نجزم بأن كل شركة حققت المردود الكامل الذي تطمح إليه، لكن المشاركة الموسعة ووجود عروض مبتكرة تُعد معطى إيجابيًّا.
بعض المطورين الجادين فقط قد يحققون نسبة مبيعات جيدة خلال المعرض، خصوصًا أولئك الذين قدموا عروض تمويل جذابة.
هناك مخاطرة أن بعض الزوار كانوا لحضور العرض فقط، وليس بهدف الشراء الفوري، مما قد يؤدي إلى ضعف في المبيعات الفعلية.
في المجمل، يمكن القول إن المعرض أعطى دفعة تسويقية قوية للشركات، وربما يستمر تأثيره على المبيعات خلال الأشهر القادمة، لكن ليس من المؤكد أنه يوفر تحولًا فوريًا كاملًا.
3. هل تتحكم عروض الشركات في السوق؟ أم أن أسعار العقارات ستنخفض؟
من أهم الأسئلة التي يطرحها المراقبون:
هل العروض القوية التي طرحتها الشركات في المعرض ستُشكّل المتغير الحاكم للسوق في الفترة المقبلة؟
أم أن ” انخفاض الدولار و تراجع معدلات التضخم، انخفاض الفائدة وأخيراً الطلب الحقيقي المحدود” ستدفع الأسعار للانخفاض؟
نقاط يجب أخذها في الحسبان
العروض الترويجية في المعرض غالبًا ما تُقدَّم لجذب الانتباه، لكنها قد لا تكون مستدامة بعد انتهاء المعرض.
بعض الشركات ربما تتجه للحفاظ على هامش الربح أو تجنب الخسارة بدلًا من خفض الأسعار بشكل جذري.
السوق العقاري يتأثر بعوامل ضخمة: تكاليف البناء، سعر الفائدة البنكية، السيولة، الطلب الفعلي من الأسر، والسياسات الحكومية لتنظيم السوق.
التوقعات 2025
من المحتمل أن تستمر العروض القوية في الشهور القليلة بعد المعرض كأداة تسويقية للمنافسة.
لكن من غير المرجح أن تشهد خفضًا عامًّا في أسعار العقارات بشكل كبير ومفاجئ، لأن ذلك قد يؤدي إلى خسائر لبعض الشركات.
ربما نرى تثبيت أسعار أو بعض التخفيضات المحدودة أو التركيز على تقديم تسهيلات في الدفع أو التأجيل بدلاً من خفض السعر الأساسي.
الخلاصة
معرض سيتي سكيب مصر 2025 حقّق جزءًا من هدفه: إنه أعاد تنشيط الحضور الإعلامي والتسويقي للسوق العقاري، ومنح المطورين فرصة مواجهة صناع القرار، كما وفّر منصة لعرض مشاريع ضخمة أمام جمهور واسع.
لكن النجاح الحقيقي لا يُقاس بمجرد إقامة المعرض، بل بمدى قدرته على تحويل تلك العروض إلى مبيعات فعلية، وإدماج مخرجاته في سياسات حكومية لتنظيم السوق (خصوصًا آليات التسعير). كما أن أثره على تحديد أسعار العقارات سيظل محدودًا إن لم تتماشى العروض مع الواقع الاقتصادي والطلب الحقيقي.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم مقال على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية