أثار الخبير الاقتصادي هاني توفيق جدلاً واسعًا عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، بعد منشور انتقد فيه تحول دور الدولة في القطاع العقاري من مجرد منظم للسوق إلى لاعب ومنافس للمطورين العقاريين، وهو ما اعتبره جاء على حساب السياسات السابقة التي كانت تستهدف دعم الشباب ومحدودي الدخل.
وقال توفيق إن الدولة في الماضي كانت تمنح الأراضي بالمجان، وتدعم مواد البناء بهدف توفير وحدات سكنية للإيجار تناسب ملايين الشباب المصري “العادي”، على عكس الوضع الحالي الذي يركز بشكل كبير على مشروعات الإسكان الفاخر والمنتجعات السياحية.
وأضاف: “متى تعود لافتة للإيجار بتاعت زمان؟”، في إشارة إلى غياب مشروعات السكن الاقتصادي بنظام الإيجار، التي كانت تمثل الحل الأمثل للشباب بعيدًا عن أعباء التملك والقروض العقارية.
ويرى مراقبون أن تصريحات توفيق تعكس تحديًا حقيقيًا أمام السوق العقاري المصري، يتمثل في الموازنة بين مشروعات الإسكان الفاخر من جهة، وتوفير سكن ميسر يلبي احتياجات الشباب من جهة أخرى، خصوصًا في ظل ارتفاع أسعار العقارات وتراجع القدرة الشرائية.
وشهدت قناة النهار، مساء اليوم السبت، مناظرة عقارية مثيرة تجمع بين المهندس محمد البستاني، رئيس جمعية المطورين العقاريين، والخبير الاقتصادي هاني توفيق، لمناقشة أبرز الملفات والقضايا التي تشغل الرأي العام في القطاع العقاري المصري.
وتناولت المناظرة عدة محاور مهمة، من بينها الحديث عن ما يُثار حول الفقاعة العقارية، وآليات التمويل العقاري، وتحديات السوق الحالية، إضافة إلى مستقبل الأسعار في ظل الظروف الاقتصادية العالمية والمحلية.
مواجهة عقارية ساخنة
وتأتي هذه المواجهة الإعلامية المنتظرة في وقت يشهد فيه السوق العقاري المصري جدلاً واسعًا حول جدوى الطروحات الجديدة، وأثر السياسات الحكومية والقرارات الاقتصادية على القطاع الذي يُعتبر من أكبر أعمدة الاستثمار في مصر.
المناظرة من المتوقع أن تجذب اهتمام شريحة كبيرة من المستثمرين والمطورين والعملاء، لما تتناوله من قضايا مصيرية وحيوية قد تحدد ملامح المرحلة المقبلة في السوق
اتهامات متبادلة
كما اتهم توفيق رئيس جمعية المطورين العقاريين بأن حديثه “غير موضوعي” بسبب وجود مصالح مباشرة، إلا أن المذيع تدخل مطالبًا بإتاحة الفرصة لسماع الرأي الآخر.
ومن جانبه، رد المهندس محمد البستاني قائلاً: “نعم لدي مصلحة كبيرة، لكنها مصلحة الاقتصاد الوطني والمواطن المصري”، مؤكدًا أن السوق بعيد تمامًا عن أي فقاعة عقارية، موضحًا أن الفقاعة لا تحدث إلا بوجود ممارسات احتكارية، وهو ما لا ينطبق على السوق المصري الذي يتسم بدرجة عالية من التنافسية.

مستقبل السوق العقاري المصري
يأتي هذا الجدل في ظل نقاشات متزايدة حول مستقبل السوق العقاري المصري، الذي يُعتبر أحد أهم قطاعات الاستثمار في البلاد، حيث يساهم بنسب كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي ويوفر ملايين فرص العمل. وفي الوقت الذي يرى فيه خبراء أن الأسعار تشهد مبالغات قد تهدد بفقاعة، يؤكد المطورون أن الطلب الحقيقي وتنافسية السوق يجعلان العقار ما زال الملاذ الآمن للاستثمار مقارنة بالذهب أو أدوات الادخار الأخرى.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم عاجل على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية