في السنوات الأخيرة، باتت التريندات على مواقع التواصل الاجتماعي هي العنوان الأول الذي يحدد اهتمامات الناس ويصنع الرأي العام، سواء كانت أحداثًا سياسية أو رياضية أو حتى موضوعات ترفيهية وسينمائية. والغريب أن قطاعات عديدة باتت تُجيد اللعب على هذه الموجة، لتبني شهرة، أو لتروّج منتجاتها، أو حتى لتفتعل وجودًا لا يتجاوز عمره بضع ساعات.
لكن وسط هذه المعركة اليومية على لفت الانتباه، يظل القطاع العقاري في مصر غائبًا بشكل لافت. رغم أن العقار هو أهم سلعة في حياة الإنسان فالمأوى والسكن من أساسيات المعيشة – ورغم الصراع المحموم بين الشركات العقارية على كسب العملاء، إلا أننا نادرًا ما نرى تلك الشركات حاضرة في مشهد التريند.
فلماذا إذن؟
الحقيقة أن هناك عدة عوامل متشابكة تفسر هذا الغياب:
أولًا: طبيعة المنتج العقاري
شراء وحدة سكنية ليس قرارًا لحظيًا، بل هو استثمار طويل الأجل يحتاج دراسة، وتدقيق، وثقة في المطور. ومن ثم، لا يمكن للعميل أن يتأثر بتريند مؤقت في اتخاذ قرار مصيري قد يمتد أثره لعشرات السنين.
ثانيًا: سمعة العلامة التجارية
الشركات العقارية الكبرى تبني صورتها على “الثقة” و”الاستقرار”. أي محاولة للركوب على موجة تريند ساخر أو مفتعل قد تهز هذه الصورة. ولهذا، تفضل الشركات الكبرى الابتعاد عن هذا المسار حتى لا تفقد مصداقيتها أمام جمهورها.
ثالثًا: العمر القصير للتريند
التريند بينما يعيش لساعات أو أيام، يعيش العقار لعقود. وبالتالي، فإن ربط مشروع ضخم بموجة قصيرة العمر لا يخدم الاستراتيجية طويلة المدى للشركات.
رابعًا: المنافسة الحقيقية في العروض لا في التريند
ما يحدد قرار العميل في النهاية هو العرض: السعر، أنظمة السداد، مدة التقسيط، والخدمات المضافة. هذه العوامل الواقعية هي ما يجذب العملاء، لا الضجة الإلكترونية العاجلة.
خامسًا: غياب الجرأة والابتكار
بعض الشركات الناشئة أو الأصغر بدأت تدخل هذا العالم من خلال محتوى شبابي على TikTok وReels، لكن غالبية الشركات الكبرى ما زالت متحفظة، متمسكة بالطرق التقليدية، والإعلانات الضخمة على الطرق ووسائل الإعلام التقليدية.
ختاماً..الشركات العقارية في مصر لا تفتقد للقدرة على ركوب التريند، بل تخشى عواقبه. هي تفضل اللعب في مساحة “المضمون” على حساب “المغامرة”. ومع ذلك، فإن من ينجح في الجمع بين الاثنين أي الحفاظ على المصداقية مع توظيف التريند بشكل ذكي ومدروس سيكون قادرًا على كسب شريحة جديدة من العملاء، خاصة الشباب، ويضيف لنفسه ميزة تنافسية في سوق شديدة الازدحام.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم مقال على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية