في خطوة جريئة تعيد للصحافة دورها الحقيقي، فتح عدد من الصحفيين، ملف أراضي الساحل الشمالي الذي ظل لفترة طويلة محل تساؤلات وتكهنات في الأوساط العقارية والرأي العام.
تحية مستحقة لكل من أسهم في تحريك هذا الملف الشائك، الذي تتقاطع فيه مصالح المستثمرين مع قرارات الدولة وتطلعات المواطنين.
ما جرى لم يكن مجرد سبق صحفي، بل ممارسة حقيقية لدور الإعلام كوسيط وطني وموضوعي بين أطراف الأزمة، في وقت تزداد فيه أهمية الشفافية والمحاسبة والتنظيم داخل السوق العقارية المصرية.
الأزمة: أراضى ومشروعات.. وغياب الوضوح
تعود جذور الأزمة إلى تعثر بعض المشروعات العقارية في الساحل الشمالي، لأسباب تتعلق بمواقف قانونية غير محسومة، أو تقاطعات بين الجهات المسؤولة، ما أدى إلى تجميد عدد من التراخيص، وتراجع ثقة العملاء والمستثمرين في استقرار البيئة العقارية هناك.
اللافت أن الصحافة لم تكتف بعرض المشكلة، بل تناولت الجذور، واستعرضت الأبعاد القانونية والتنظيمية، وهو ما أعاد الملف إلى طاولة النقاش الجاد بين الشركات العقارية الكبرى وجهات الدولة المختصة.
المستفيد الحقيقي: الشركات والمواطن
ربما يعتقد البعض أن هذا النوع من التغطيات يهاجم الشركات أو يحرج الدولة، لكن الواقع أن ما تحقق هو العكس تمامًا. الصحافة وضعت يدها على “جرح السوق” بطريقة مسؤولة، وهو ما دفع الأطراف المعنية إلى تحريك المياه الراكدة، والسعي نحو حلول تحفظ الحقوق وتعيد الانضباط للسوق.
شركات التطوير العقاري نفسها ستكون أول المستفيدين من هذه الحلول، التي يُرجّح الإعلان عنها قريبًا، من خلال لقاءات رسمية مرتقبة، تُمهد الطريق لإعادة إطلاق المشروعات المتوقفة، وتطمين المستثمرين والعملاء على حد سواء.
الصحافة ليست صراعًا.. بل مسؤولية
في ضوء هذه القضية، تبرز ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى البعض، ممن يرون في الصحافة مجرد أداة للصراع أو المكايدة، أو يخلطون بينها وبين المصالح الشخصية. الحقيقة أن الصحافة، عندما تلتزم بالمعايير المهنية، تظل أحد أقوى أدوات الإصلاح والدفع نحو الحلول الواقعية.
ما تحقق في هذا الملف يؤكد أن الصحافة لا تزال قادرة على صناعة الفارق، حين تُمارس كرسالة وطنية وأخلاقية، وليست كصدى لمصالح أو أجندات.
خلاصة القول:
فتح ملف الساحل الشمالي ليس سوى نموذج لما يمكن أن تفعله الصحافة الحرة، حين تكون منحازة للصالح العام. والشكر كل الشكر لكل صحفي شريف يرى في قلمه أداة لبناء الوطن، لا لهدمه.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم مقال على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية