شهدت أسعار الفضة في السوق المحلية المصرية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأربعاء، مدفوعة باستقرار الأوقية عالميًا، رغم تراجعها الطفيف، وسط طلب متزايد على المعدن النفيس وعجز عالمي متصاعد في المعروض.
الملاذ الآمن يعود إلى الواجهة وسط ضغوط على الدولار ونمو في الصناعات الخضراء
الملاذ الآمن يعود إلى الواجهة وسط ضغوط على الدولار ونمو في الصناعات الخضراءوبحسب تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» Safe Haven Hub، فقد ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 من 52 إلى 53 جنيهًا، وسجّل عيار 925 نحو 61 جنيهًا، في حين بلغ سعر عيار 999 قرابة 66 جنيهًا. كما وصل سعر الجنيه الفضة (عيار 925) إلى نحو 488 جنيهًا.
أداء عالمي تحت تأثير بيانات التضخم الأمريكية
على الصعيد العالمي، تراجعت أوقية الفضة من 38.32 إلى 37.65 دولارًا، في حركة تصحيحية عقب اقترابها من أعلى مستوى لها في 14 عامًا، والبالغ 39.13 دولارًا. وجاء التراجع مدفوعًا بعمليات جني أرباح، في وقت أظهرت فيه بيانات التضخم الصناعي الأمريكية لشهر يونيو تباطؤًا فاق التوقعات، مما أبقى الضغط على الدولار، وعزز جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل الفضة.
عوامل تدفع الفضة للارتفاع: طلب صناعي متزايد وعجز إنتاجي حاد
يشهد سوق الفضة العالمي موجة صعود قوية منذ أبريل 2025، نتيجة التقاء عدة عوامل أبرزها تصاعد التوترات التجارية، وفرض رسوم جمركية أمريكية جديدة، إلى جانب نقص المعروض في الأسواق الرئيسية، وارتفاع الفائدة عالميًا.
ووفقًا لتقرير معهد الفضة العالمي، بلغت استثمارات صناديق المؤشرات المدعومة بالفضة أكثر من 1.13 مليار أوقية حتى نهاية يونيو، مع تدفقات صافية بلغت 95 مليون أوقية في النصف الأول فقط من 2025.
توقعات باستمرار العجز وبلوغ الأسعار مستويات تاريخية
رغم تنامي الطلب، تواصل السوق العالمية للفضة مواجهة نقص حاد في المعروض للعام الخامس على التوالي. وقدّر معهد الفضة العجز في عام 2024 بـ182 مليون أوقية، مع توقعات بإضافة 117.6 مليون أوقية أخرى في 2025، في ظل انخفاض الإنتاج الأساسي واضطرابات في دول منتجة رئيسية مثل المكسيك وروسيا.
ويتوقع محللو بنك «سيتي» أن تواصل أسعار الفضة صعودها خلال الـ12 شهرًا القادمة، مع احتمالات ببلوغ 40 إلى 46 دولارًا للأوقية، مدعومة باستمرار الزخم الاستثماري وندرة الكميات المعروضة، والتي لا تتجاوز 155 مليون أوقية قابلة للبيع حاليًا.
تحليل السوق: نسبة الذهب إلى الفضة ترجح ارتفاعًا أكبر
تشير نسبة الذهب إلى الفضة — البالغة حاليًا نحو 87.3 — إلى تقييم منخفض للفضة مقارنة بالذهب، حيث يُفترض تاريخيًا أن تعود النسبة إلى متوسطها عند 53، ما يعني أن سعر الفضة العادل قد يصل إلى نحو 63.30 دولارًا، بزيادة تتجاوز 65% عن السعر الحالي.
مخاطرة المراكز البيعية قد تؤدي إلى انفجار سعري
رغم الصعود، لا تزال الأسواق معرضة لاضطرابات بسبب تضخم المراكز البيعية المكثفة من قبل المؤسسات الاستثمارية العالمية. وتشير البيانات إلى وجود أكثر من 52,000 عقد بيع على الفضة، ما يعادل 262 مليون أوقية — أي ما يقارب ثلث الإنتاج السنوي العالمي — أغلبها “ورقية” وغير مغطاة فعليًا، مما يهدد بحدوث “ضغط بيع عكسي” قد يرفع الأسعار بشكل مفاجئ في حال ارتفاع الطلب الفعلي.
آسيا تدعم الطلب العالمي بقوة
أظهرت بيانات الاستيراد ارتفاع واردات الهند من الفضة إلى 197 طنًا في يونيو 2025، بزيادة قدرها 81% مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، ما يعكس استمرار الطلب الآسيوي القوي، رغم تراجع طفيف عن مستويات مايو القياسية.
الفضة تعزز مكانتها كأصل استراتيجي
في ظل هذه المؤشرات، تعيد الفضة تشكيل موقعها كسوق استثمارية رئيسية، تجمع بين خصائص التحوط من التضخم وأهميتها الصناعية، خاصة في مجالات الطاقة النظيفة مثل الألواح الشمسية والتقنيات الكهروضوئية. ويرى محللون أن الفضة مرشحة لتكون المفاجأة الاستثمارية للنصف الثاني من 2025، وربما تتفوق على الذهب من حيث الأداء
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم عاجل على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية