سجلت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع للبورصة العالمية، وذلك بعد انخفاض الأوقية بنسبة 2.8% في ختام تعاملات الأسبوع، مدفوعة بتهدئة التوترات الجيوسياسية وتحسن آفاق التجارة العالمية، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة».
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية تراجعت بقيمة 25 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بختام تعاملا أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4600 جنيه، في حين تراجعت الأوقية بقيمة 95 دولارًا، في ختام تعاملات الأسبوع بالبورصة العالمية، لتسجل مستوى 3274 دولارًا.
أضاف، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5257 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3943 جنيهًا، في حين وصل عيار 14 إلى 3067 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب 36800 جنيه.
وكانت أسعار الذهب بالأسواق المحلية قد تراجعت بقيمة 70 جنيه خلال تعاملات أمس الجمعة، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4695 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 4625 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية بقيمة 60 دولارًا، حيث افتحت التعاملات عند مستوى 3334 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 3274 دولارًا.
وأوضح إمبابي أن التراجع جاء رغم وجود عوامل داعمة تقليديًا للمعدن الأصفر، مثل ضعف الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة، إلا أن شهية المخاطرة المتزايدة لدى المستثمرين دفعتهم نحو الأصول عالية العائد، وهو ما وضع الذهب تحت ضغوط بيعية لافتة.
اتفاقيات تجارية وتهدئة جيوساسية
وساهم توقيع اتفاق تجاري رسمي بين الولايات المتحدة والصين، وتصريحات أمريكية عن قرب إبرام مزيد من الاتفاقيات قبل 9 يوليو، في تعزيز ثقة الأسواق، وسط مؤشرات على انفراجة في العلاقات الاقتصادية العالمية، أبرزها إعلان الصين عن استعدادها لتسريع شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى واشنطن.
وفي الشأن الجيوسياسي، أبدت إيران مرونة تجاه مسار دبلوماسي مع الولايات المتحدة، كما نقلت قناة “العربية” عن مصادرها ترجيحات بانتهاء الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة خلال أسبوعين، ما عزز التفاؤل في الأسواق وخفف من علاوة المخاطر الجيوسياسية التي كانت تدعم الذهب.
تراجع دور الذهب
ورغم تراجع مؤشر الدولار بنسبة 1.32% هذا الأسبوع، واستقرار عوائد السندات الأمريكية، لم ينجح الذهب في الاستفادة من هذا الضعف، ما اعتبره مراقبون إشارة إلى تحول في ديناميكيات السوق، وتراجع في الطلب التقليدي على الملاذات الآمنة.
وقال إمبابي إن الأداء القوي لأسواق الأسهم، وعلى رأسها مؤشرا ناسداك وستاندرد آند بورز 500 اللذان بلغا مستويات قياسية، يعكس توجّه المستثمرين نحو أصول النمو على حساب الذهب، في ظل تحسن توقعات الاقتصاد العالمي.
وتُفسّر هذه التطورات على أنها جزء من مرحلة انتقالية يعيد فيها المستثمرون تقييم أدوار الأصول المختلفة، خصوصًا في ظل استمرار التيسير النقدي وتراجع المخاوف الجيوسياسية.
بيانات أمريكية وتحديات مستمرة
وعلى الصعيد الاقتصادي، أظهرت بيانات التضخم الأمريكية ارتفاع مؤشر النفقات الاستهلاكية الأساسية (Core PCE) بنسبة 2.7% خلال مايو، متجاوزًا التوقعات، ما زاد من تعقيد مهمة الاحتياطي الفيدرالي في ضبط السياسة النقدية.
وفي تصريحات له، توقع نيل كاشكاري، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، تنفيذ خفضين في أسعار الفائدة خلال 2025، مؤكدًا أن آثار الحرب التجارية قد تظهر لاحقًا وبصورة أقل حدة مما كان متوقعًا.
ضغوط مالية داخلية في الولايات المتحدة
وفي واشنطن، تواجه الإدارة الأمريكية تحديات متزايدة لإقرار خطة خفض الضرائب والإنفاق قبل الموعد المستهدف في 4 يوليو، وسط تحذيرات من أن الخطة قد تضيف نحو 2.4 تريليون دولار إلى الدين العام خلال العقد المقبل.
وكشفت بيانات وزارة الخزانة أن العجز الفيدرالي في مايو بلغ 316 مليار دولار، مع ارتفاع مدفوعات الفائدة إلى 92 مليار دولار، وهو ما يُفاقم المخاوف من أزمة ديون وشيكة قد تؤثر على استقرار الاقتصاد الأمريكي والدولار معًا.
كما زاد التوتر في الأسواق عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف فيها رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنه “سيئ”، ملمّحًا إلى عزله قبل انتهاء ولايته، ما أضعف من صورة استقلالية البنك المركزي، وأسهم في مزيد من الضغط على الدولار.
ورغم تراجع الذهب في المدى القصير، يرى مراقبون أن أي تجدد في التوترات الجيوسياسية أو تعثر في السيطرة على التضخم قد يعيد بريق المعدن الأصفر كملاذ آمن، لكن في الوقت الحالي، تسيطر على السوق حالة من الترقب، في انتظار حسم الاتجاهات الكبرى في النمو العالمي والسياسة النقدية الأمريكية.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم عاجل على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية