أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، عن بدء تشغيل 3 سفن تغييز اعتبارًا من يوليو 2025، في إطار خطة الدولة لضمان أمن الطاقة واستدامة إمدادات الغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أنه تم تجهيز سفينة رابعة كاحتياطي لتعزيز مرونة منظومة الإمداد وتفادي أي تقلبات طارئة في السوق المحلية.
وجاءت هذه التصريحات خلال جولة تفقدية لرئيس الوزراء اليوم السبت في ميناء العين السخنة، حيث تابع عن قرب استعدادات سفينة تغييز الغاز الطبيعي المسال “Energos Eskimo”، برفقة المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية.
البنية التحتية للطاقة: أولوية في ظل التحديات الإقليمية
أكد مدبولي أن الحكومة المصرية تعمل على تحديث البنية التحتية لقطاع الطاقة، لا سيما في ما يتعلق باستقبال الغاز الطبيعي المسال المستورد، لرفع كفاءة الشبكة وزيادة مرونتها في التعامل مع ذروة الاستهلاك، خصوصًا خلال أشهر الصيف.
وأضاف أن هذه الخطوات تأتي كرد استباقي على التوترات الجيوسياسية في المنطقة، لاسيما عقب العملية العسكرية الإسرائيلية داخل إيران، ما يعزز الحاجة لوجود احتياطات طاقوية فعالة ودائمة لتأمين متطلبات الشبكة الكهربائية.
تشغيل تدريجي وقدرات استيعابية متقدمة
وأشار رئيس الوزراء إلى أن السفن الثلاث الجديدة ستعمل مجتمعة بطاقة استيعابية تصل إلى 2.25 مليار قدم مكعب من الغاز يوميًا، مما يمثل دعمًا كبيرًا لقدرات الشبكة المحلية، بينما ستكون السفينة الرابعة متاحة كخيار احتياطي يتم تفعيله عند الحاجة.
وتهدف الحكومة من هذا التوسع إلى الحفاظ على استقرار الكهرباء خلال موسم الصيف، الذي يشهد عادة ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الاستهلاك نتيجة التوسع في استخدام أجهزة التبريد والمكيفات.
خلفية: لماذا الاستثمار في سفن التغييز؟
تُعد سفن التغييز (FSRUs) جزءًا أساسيًا من منظومة استيراد الغاز الطبيعي المسال، حيث تقوم بإعادة تحويل الغاز من حالته السائلة إلى الحالة الغازية، ليتم ضخه في شبكة الغاز المحلية.
وقد لجأت مصر سابقًا إلى هذه التكنولوجيا خلال فترات الضغط على الإنتاج المحلي.
وتأتي هذه العودة إلى التغييز كخيار استراتيجي في ظل تراجع الصادرات المؤقت بسبب احتياجات السوق المحلية، بالإضافة إلى تغيرات الأسعار العالمية التي تجعل استيراد الغاز بنظام العقود المرنة خيارًا اقتصاديًا في بعض الحالات.
تنسيق وزاري ومخصصات استراتيجية
تأتي هذه الإجراءات في سياق خطط حكومية تكاملية تشارك فيها وزارات البترول والكهرباء والتخطيط، لتعزيز الاعتماد على مصادر إمداد طاقة آمنة ومستمرة، مع الحفاظ على ثبات الشبكة في أوقات الذروة، وتقليل الاعتماد على محطات الوقود السائل الأكثر تكلفة.
وأوضح مدبولي أن الحكومة تولي ملف الطاقة أولوية قصوى في ظل التحولات الإقليمية، وتسعى إلى موازنة الإنتاج المحلي بالاستيراد المرن لتلبية احتياجات المواطنين والمصانع ومراكز الخدمات.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم أخبار مصر على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية