تشهد مصر والدول العربية، إضافة إلى كافة دول النصف الشمالي من الكرة الأرضية، صباح اليوم السبت 21 يونيو 2025، لحظة الانقلاب الصيفي، التي تمثل ذروة فصل الصيف من الناحية الفلكية، وتُعد اليوم الأطول من حيث عدد ساعات النهار والأقصر من حيث ساعات الليل في العام.
وبحسب تصريح رسمي للدكتور ياسر عبدالهادي، رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية المصري، فإن هذه الظاهرة حدثت في الساعة الخامسة و43 دقيقة صباحًا بتوقيت القاهرة.
92 يومًا من الصيف تنتهي في سبتمبر
وأوضح الدكتور عبدالهادي أن فصل الصيف سيستمر هذا العام لمدة 92 يومًا و39 ساعة و37 دقيقة، وينتهي بحلول الاعتدال الخريفي الذي يوافق عادة يوم 22 سبتمبر من كل عام.
وأكد أن بداية الصيف فلكيًا تأتي دائمًا مع لحظة الانقلاب الصيفي، وهي نقطة محددة بدقة بالحسابات الفلكية.
وأضاف أن لحظة الانقلاب الصيفي تتميز بانقلاب حركة الشمس الظاهرية في السماء نحو الجنوب، ومن هنا جاءت تسمية هذه الظاهرة بـ”الانقلاب الصيفي”، إذ يبدأ النهار بعدها في التناقص التدريجي بينما يطول الليل في نصف الكرة الشمالي.
لا علاقة مباشرة بين الانقلاب الصيفي ودرجة الحرارة
نفى رئيس معمل أبحاث الشمس وجود علاقة فلكية مباشرة بين الانقلابين الصيفي والشتوي ودرجات حرارة الطقس، موضحًا أن سبب تغير الفصول يرجع إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية 23.5 درجة، وليس إلى قرب الأرض أو بعدها عن الشمس.
وأشار إلى أن هذا الميل المحوري هو الذي يؤدي إلى اختلاف زاوية سقوط أشعة الشمس على مناطق الأرض خلال العام، ومن ثم اختلاف درجة حرارة الجو وطول الليل والنهار.
فلكيًا.. لماذا يحدث الانقلاب الصيفي؟
تدور الشمس في مدار ظاهري يُعرف باسم دائرة البروج، تميل عن دائرة الاستواء السماوي بزاوية قدرها 23 درجة و27 دقيقة، وهي الزاوية نفسها التي يميل بها محور الأرض.
وينتج عن هذا التفاعل بين دوران الأرض حول الشمس وميل محورها تعاقب الفصول الأربعة.
ومع الاعتدال الربيعي، تتحرك الشمس ظاهريًا شمال خط الاستواء، ما يزيد من ميل أشعتها ويطيل فترة النهار في النصف الشمالي للكرة الأرضية، بينما يتقلص النهار تدريجيًا في النصف الجنوبي.
شمس منتصف الليل والليالي البيضاء
في يوم الانقلاب الصيفي، تبلغ الشمس ذروتها عند مدار السرطان (23.5 درجة شمالًا)، وتحدث مجموعة من الظواهر الفلكية النادرة:
-
الليالي البيضاء: في المناطق الواقعة بين خطي عرض 47 و66 درجة شمالًا، تظل السماء مضيئة طوال الليل تقريبًا نتيجة اتصال الشفقين المسائي والصباحي.
-
شمس منتصف الليل: في المناطق الواقعة داخل الدائرة القطبية الشمالية (66 درجة فأكثر)، لا تغرب الشمس إطلاقًا وتظل مرئية لمدة 24 ساعة.
وفي المقابل، تعاني المناطق الواقعة داخل الدائرة القطبية الجنوبية من ظلام دامس طوال اليوم، في مشهد يعكس دقة التوازن الكوني ويحدث العكس تمامًا عند الانقلاب الشتوي في ديسمبر.
خلفية تحليلية: أهمية الانقلاب الصيفي
يُعد الانقلاب الصيفي علامة فارقة في الحسابات الفلكية والزراعية، كما يُستخدم لتحديد بدايات الفصول في التقويمات الحديثة.
وعلى الرغم من أنه لا يؤثر مباشرة على الطقس اليومي، إلا أنه يمثل تحولًا موسميًا مهمًا تترتب عليه تغيرات في أنماط الضوء والحرارة، ما يؤثر على الزراعة، الصحة، وحتى سلوك البشر.
ويرتبط هذا اليوم ببعض الثقافات والاحتفالات حول العالم، إذ يُعد رمزًا لبداية موسم الحصاد أو الانطلاق نحو النشاط الصيفي في الدول التي تعتمد على التغيرات الموسمية.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم أخبار مصر على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية