منصة “مونيفاي” تنهار سريعًا رغم دعم ساويرس القوي

في تطور مفاجئ، شهدت منصة “مونيفاي” الرقمية، التابعة للملياردير المصري نجيب ساويرس، انهيارًا شبه كامل بعد أقل من عام على انطلاقها في دبي، رغم إطلاقها بحملة إعلامية ضخمة واستقطابها نخبة من الكفاءات الإعلامية العالمية.

وذكرت وكالة بلومبرج أن المنصة، التي استهدفت تقديم محتوى عصري لجيل الألفية والجيل زد حول الحرية المالية وريادة الأعمال والاستثمار، تعثرت سريعًا وسط غياب نموذج إيرادات واضح، وتكبدت خسائر بعشرات الملايين من الدولارات.

قد يهمك ايضا

البنك الأهلي المصري يفتتح أول قاعات تقاضٍ إلكترونية لدعم التحول الرقمي في القطاع المصرفي والقضائي

خاص.. دراسة خفض فوائد الشهادات البنكية بداية يناير

فريق عالمي.. وإخفاق إداري

انطلقت “مونيفاي” في نوفمبر 2024 باهتمام واسع، بعد أن تعاقد ساويرس مع شخصيات رفيعة أبرزها:

• مايكل بيترز، المدير التنفيذي السابق لشبكة “يورونيوز”

• ياسر بشر، مؤسس القسم الرقمي في “الجزيرة”

لكن سرعان ما غادر كلاهما الموقع القيادي بعد أشهر، وسط اضطراب إداري وتوترات داخلية.

وتولت لانا ساويرس، ابنة رجل الأعمال المصري، إدارة المشروع، دون أن تنجح في إنقاذه.

تسريح جماعي.. وطلب تمويل من الموظفين

رغم أن المنصة وعدت بتقديم محتوى متطور يملأ فجوة في الإعلام العربي الموجه للشباب، فإنها لم تحقق عوائد تذكر، ما دفع الإدارة إلى تسريح جماعي للموظفين في يناير الماضي.

بل كشفت مصادر أن ساويرس طلب من الموظفين اقتراح أفكار لتمويل المشروع خلال اجتماع داخلي، في مؤشر واضح على الارتباك الإداري وغياب الرؤية المالية.

وقالت الإعلامية كارلي رايلي، التي انتقلت من نيويورك إلى دبي للعمل في “مونيفاي”:

“كنا نظن أن لدينا وقتًا كافيًا للبناء.. لم نتوقع الانهيار بهذه السرعة”.

خسارة جديدة في سجل ساويرس الإعلامي

تُعد “مونيفاي” حلقة جديدة في سلسلة استثمارات ساويرس الفاشلة في قطاع الإعلام؛ فقد سبق له أن استحوذ على حصة الأغلبية في شبكة “يورونيوز”، قبل أن يبيعها نهاية 2021 بعد خسائر متكررة وعدم تحقيق استدامة مالية.

ويُعلق الدكتور عمر الغازي، أستاذ الإعلام في كلية لندن للاقتصاد، بالقول:

“المنصات الموجهة للشباب في مجال المال وريادة الأعمال مطلوبة بشدة، لكن تنفيذها يحتاج توازنًا دقيقًا بين الابتكار والمصداقية، وهو ما لم يتحقق في تجربة مونيفاي”.

خلفية: إعلام المال بين الطموح والواقع

تسعى الكثير من المنصات الحديثة إلى مخاطبة جيل الشباب بمفاهيم التمويل الذاتي والاستقلال المالي، لكن في ظل نقص نماذج العمل المستدامة وتضخم النفقات التشغيلية، باتت مثل هذه المبادرات محفوفة بالفشل، خاصة إذا افتقدت للقيادة الرقمية المتخصصة.