كشفت الهيئة العامة للرقابة المالية في مصر عن تراجع ملحوظ في عدد المستثمرين الجدد المنضمين إلى البورصة المصرية خلال الربع الأول من عام 2025، إذ بلغ عددهم نحو 52 ألف مستثمر، مقارنة بـ70 ألف مستثمر جديد في نفس الفترة من عام 2024.
وتوزع هؤلاء المستثمرون بواقع 51.7 ألف من الأفراد و300 من المؤسسات، مقابل 69.3 ألف فرد و700 مؤسسة خلال فترة المقارنة.
ويعكس هذا الانخفاض تراجعاً نسبياً في شهية الدخول إلى سوق المال، رغم الأداء الإيجابي للمؤشرات خلال نفس الفترة.
تراجع طويل الأجل في دخول الأفراد
بيانات البورصة تشير إلى اتجاه تنازلي في عدد المستثمرين الأفراد الجدد خلال السنوات الأخيرة، حيث سجل عام 2024 نحو 228.5 ألف مستثمر جديد، مقارنة بـ381.8 ألف في 2023، و175.8 ألف في 2022، و57.8 ألف في 2021، و24.4 ألف فقط في عام 2020.
هذا التراجع اللافت يأتي رغم صعود السوق، ما يثير تساؤلات حول فعالية برامج التوعية المالية، وقدرة السوق على جذب شرائح جديدة من المتعاملين، خصوصًا صغار المستثمرين الذين يشكلون قاعدة واسعة لأي سوق مالي.
البورصة المصرية تتفوق على الأسواق العالمية
ورغم التراجع في عدد المستثمرين الجدد، إلا أن أداء البورصة المصرية كان من بين الأفضل عالمياً خلال الربع الأول من 2025. فقد صعد المؤشر الرئيسي “إيجي إكس 30” بنسبة 7.68%، متجاوزًا بورصات كبرى مثل لندن (5.01%) وفرنسا (5.55%)، كما تفوق على السوق الأمريكية التي تراجعت بنسبة 4.59%، والسوق اليابانية التي انخفضت بنسبة 10.72%.
على الصعيد العربي، جاءت البورصة المصرية في المرتبة الثالثة من حيث الأداء، بعد بورصتي المغرب (20.19%) وتونس (10.25%)، فيما سبقت أسواقاً عربية كالأردن (6.12%)، وسلطنة عُمان والبحرين ودبي وأبوظبي والسعودية، التي سجلت جميعها تراجعات متفاوتة.
نمو قياسي في مؤشرات البورصة خلال الربع الأول
وسجّلت مؤشرات البورصة المصرية أداءً قياسيًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري. فقد ارتفع مؤشر “إيجي إكس 30” من 26,883.39 نقطة إلى 32,026.14 نقطة بنمو سنوي بلغ 19.13%.
كما قفز مؤشر “إيجي إكس 70” للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 46.52%، من 6,174.24 نقطة إلى 9,046.54 نقطة، في حين صعد “إيجي إكس 100” من 8,767.55 نقطة إلى 12,462.04 نقطة بنسبة نمو 42.14%.
وسجل مؤشر “تميز” أعلى نسبة نمو بلغت 60.59%، مرتفعاً من 7,212.45 إلى 11,582.56 نقطة.
هذه المؤشرات تعكس ثقة المؤسسات والمستثمرين الحاليين بالسوق، رغم ضعف تدفق المستثمرين الجدد، الأمر الذي قد يتطلب مراجعة السياسات التحفيزية لجذب مشاركين جدد وتوسيع قاعدة الاستثمار.
خلفية تحليلية: مفارقة بين الأداء والاهتمام
يمثل التراجع في أعداد المستثمرين الجدد رغم ارتفاع المؤشرات ظاهرة تستحق الدراسة، إذ يشير الخبراء إلى أن البورصة المصرية نجحت في تحقيق أداء قوي مدفوع بتحركات المؤسسات والصناديق الاستثمارية، لكنها لم تُواكب ذلك بحملات كافية لتعزيز ثقافة الاستثمار لدى الأفراد.
كما أن ارتفاع معدلات الفائدة وزيادة الإقبال على أدوات الدين كالشهادات البنكية ذات العوائد المرتفعة، قد ساهم في جذب السيولة بعيدًا عن الأسهم.
يضاف إلى ذلك حالة الحذر التي تسيطر على صغار المستثمرين، وسط تقلبات الاقتصاد العالمي والمخاوف الجيوسياسية.
وفي ظل هذه المعطيات، تبرز الحاجة لتبني برامج توعية مالية أكثر فاعلية، وتحفيز مالي وتنظيمي لتشجيع مشاركة الأفراد، بما يعزز من استدامة السوق على المدى الطويل.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم استثمار على موقعك المفضل النافذة الاخبارية.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:
تابعنا الآن على جوجل نيوز النافذة الإخبارية